ومازال النفير السودانى مستمراً فى بلاد العم سام

عند سفرى الاخير من بيريطانيا الى المانيا بون يوم الاثنين 22 يناير وبرفقة الاخ فؤاد قرجولى السورى والاخ مبارك السودانى كانت الرحلة ولاول مره بالسيارة صباحاً الى ميناء دوفر ومنه عن طريق القطار الذى يعبر المانش بين بيريطانيا وفرنسا والذى يستغرق 35 دقيقة وأنت داخل سيارتك والقطار مشاء الله تدخل فيه السيارة وكأنك داخل سفينة !!! ومنها عبر بلجيكا الى بون التى وصلناها السادسة مساءاً .
كانت الرحلة ممتعة خاصه أننا كنا نتاول الشأن السياسى والذى يحتل الشأن السورى فيه كل حديثنا للمعلومات الغزيرة المتوفرة طرف الاخ فؤاد قرجولى والمداخلات منى والاخ مبارك مما قصّر المسافة وأراح الاخ فؤاد فى القيادة .
عندما دخلنا المانيا عن طريق مدينة آخن أستقبلتنا أو بالاحرى قبل عشر دقائق من مغادرة بلجيكا هطلت أمطار متوسطة سرعان ما بدأت فى الزيادة بصورة متسارعة وعندما دخلنا المانيا كانت الامطار قد وصلت مرحلة الغزارة وتشغيل المنشات فى أخر سرعة مع برد .
بعد ربع ساعة من دخولنا المانيا إذا بعربة شرطة المانية (المابتغبانة !!) تتخطى سيارة فؤاد وتكتب عبارة (أرجوك أتبعنى بالالمانية!!!) وكنت فى المقعد الامامى وبحمد الله رابطاً حزامى وفى المقاعد الخلفية يجلس مبارك وبدأ يحتج بشده ويردد عبارات (جينا للأمان والكنترول البايخ للأجانب !!!) وحاولنا أنا وفؤاد إقناعة بأن الامر أكثر من عادى ولم أغير حتى جلستى !!!فى أقرب مخرج وإستراحة توقفت عربة الشرطة الالمانية فى مكان آمن وتوفف الاخ فؤاد على مقربة منهم ونزل إثنين السائق ومن معه وطلبوا منا وثائقنا وأوراق السيارة والرخصة وبالفعل سلمناهم ما طلبوه وخلال خمس دقائق قاموا بعمل (الكنترول المطلوب من السنترال ) وأرجعوا لنا الوثائق بعد أن شكرونا على حسن التعاون مع الشرطة !!! غادرنا وخلال ساعة ونصف كنا داخل بون ولم تتوقف الامطار إلا بعد ساعة . أسمحوا على أن نتوقف ونحن قد وصلنا بون وكانت محطتنا الاول موقع الاخ عباس أبراهيم للأنترنت لكى ينزل الاخ مبارك وبعض الاغراض التى تخص الاخ عباس وبعده أوصلنى فؤاد الى سكنى فى حى ميلم وهو ليس ببعيد من بادقوديسبيرج حيث موقع الاخ عباس أبراهيم للأنترنت السودانى والمعروف لكل سودانى وعربى فى العاصمة السابقة بون ونواصل إن شاء الله .

كان على فى هذه المرة أن أتخلص من عفش البيت وأسلم الشقة الى أهلها الاسرة الالمانية أسرة schugt وهم أسرة المانية من أعيان بون وقد ذكر لى (شوقت) عندما أستأجرت هذه الشقة التى تقع فى عمارة من طابقين نحن فى الثانى وهناك شقة فى الدور الارضى تسكن فيها أسرة (هنك) منذ 28 عام وهم لهم صله نسب مع أسره( شُقت) ذكر لى أنه بعد الحرب العالمية الثانية والتى وضعت أوزاها فى 1945م وبعد 47 بدأ فى العمل فى مجال الفواكه بيع بالجمله يتقدمها التفاح والذى يزرع على ضواحى بون ومازال فجنى أرباحاً طائلة من التفاح والفواكه فدلوه على بناء وشراء العقارات فأشترى 5 عمارات وبنى خمسة كانت من ضمنها هذه العمارة والتى أنتهت فى العام 1961م وكان أول من سكن بها السكرتير الثانى للسفارة المغربية فى بون لمدة خمس سنوات وبعدة دبلوماسى إيرانى لمدة خمس سنوات الى أن سكنت أسرة المانية لمدة 12 سنه أستلمنا منهم البيت لانهم ذكروا أنهم ولدوا طفلين والان أعمارهم تجاوزت العشر سنوات ويريدوا أن يغيروا المنطقة والسكن والحظ فكان فى نصيبنا فى يناير 2001 م لانه على مقربة من الاكاديمية( أكاديمية المك فهد بون ) ومقربة من سكننا السابق والمنزل يحتوى على أربعة غرق أتنين للأطفال وصالون وغرفة النوم وموزع بطريقة رائعة وبه حماميين وكل من دخله كان يسأل لو نريد الرحول نعطية خبر وللأسف عندما رحلنا قرروا عدم تأجيرة بحجة صيانته وتغيير الايجار للأغلى لاننا طيلة سكننا فيه والذى أستمر 11 عام لم يزيدوا لنا الايجار وكانو متعاونيين معنا أشد التعاون وعملوا صيانات عديدة فى المنزل وتحملوا ضيوفنا وعاداتنا التى لاتشبة عاداتهم فى الاكل والضيوف والدخول والخروج للصلاة ولغيرها والاجتماعات التى تخص الجالية السودانية والتى كانت كل شهر تقريباً عندى بمعدجل ‘جتماع يحضره ما يقارب ال15 سودانى وعلى الرغم من أنهم يسكونو فى عمارة بعيدة منا إلا أن التقارير تصلهم بسرعة عن طريق جيراننا التحت الالمان أسرة (هنك ) ونواصل إن شاء الله .

عندما يريد الساكن أن يغادر السكن عليه أن يصيين الشقة ويخرخ منها مثل ما أستلمها !!حاولت أن أصل معهم الى إتفاق أن أدفع قيمة الصيانة نقداً ويتم خصمة من التأمين البالغ قدرة 1500 يورو ولكنهم طلبوا منى بدلاً من الصيانة أن أزيل ورق الحائط فكنت أفتكر أن المهمة (ساهله موية ) وبدأت لوحدى ولكن خلال يومين لم أنتهى من غرفة واحدة بسبب أننى وجدت أن هناك ثلاثة طبقات ورق حائط (طبقات ود ضيف الله الورقية الحائطية!!) فلم أتردد فى دعوة أكثر من 5 أفراد للنفير لبوا معظمهم الدعوة منهم من شارك بيوم ومنهم من شارك يومين وأكثر وكان مثل حال النفير فى السودان تجهز الزوجة الاكل وننجز المهام وكان أهمها فى اليوم قبل الختامى وهو يوم رمى العفش المتبقى فأستجأرت سيارة شارك الاخ عبدالحليم نمر فى قيادتها إضافة الى مشاركة الاخ عبدالرحمن أبو غزالة وياسر محمد حمزة وعاطف أبراهيم ومحمد عاطف فى العمل من قبل وفى يوم رمى العفش والذى كان مرهقاً جداً ولا أنسى الاخ عباس أبراهيم والذى ورغم إنشغاله بعمله فى محل الاتصالات والانترنت إلا أنه شارك فى أمسية طويلة أمتدت من السادسة الى العاشرة مساءاً فلهم منى الشكر جميعاً ولا أنسى الاخ عبدالعزيز الانصارى إبن كسلا وأسرته فقد أستضافنا الاخ عبدالعزيز فى إحدى شققة الخاصه للإيجار أستضافنا (مجاناً ) لكى يسد جمائل بينى وبينه كانت فى الماضى وسوف تتواصل إن شاء الله وأعشم أن لاتنقطع علاقتى بالمانيا بون وبميونيخ وغيرها لانها عشرة طويلة وممتدة من أخوان عرفناهم وعرفونا فى الغربة فكانوا نعم الاخوان ونعم الاصدقاء ولهم فى القلب والخاطر ذكريات وأيام وليالى رغم مرورها وحلوها ومرها إلا أننا نجتر ذكرياتها وكأنها كلها كالشهد والعسل ، ومن هنا أحييهم جميعاً وأسأل الله أن يديم عليهم نعمة الصحة والعافية وأن يجعل تواصلنا بهم فى ميزان حسناتنا وحسنتاتهم وأن يغفر زلاتنا وزلاتهم وأن يجمعنا بهم على الخير وفى أسعد الاوقات وأن لاتنقطع الاتصالات ولا نتعلل ببعد المسافات وأن تكون روح النفير السودانى الذى مازال حاضراً فى بلاد العم سام يكون ذلك النفير الماركة المسجلة والمعروفة لكل سودانى يالاضافة الى الاغانى التى من بينها سودانى الجوه وجدانى ، لاشك أننى مهما حاولت الاسترسال وإطلاق العنان للسطور والحروف لكى تعبر عن فترة أمتدت 20 عام تقريباً بين بيرلين أول محطة لنا ثم كالسروة ثم قرينزخ فيلين ثم ميونيخ (داخاو) ثم بون وأخيراً بيريطانيا بيرمنجهام فلن أستطيع أن أعبر ما بخواطرى ودفاترى عن تلك الفترة والتى كانت حافلة بالبذل والذكريات والعمل الشاق خاصه الفترة التى أرسلت فيها الابناء للسودان لمدة ثلاثة سنوات من 2004 وحتى 2007م كنت أعمل بصورة متواصله حتى أيام العطله فى السبت والاحد أسال الله أن تكون كفارة للذنوب ومغفرة يوم الردم بالطوب يا رب العالمين وعموماً أقف هنا وأتمنى أن أتواصل معكم فى محطة أخرى من بيرمنجهام أو غيرى فلكم الشكر على المتابعة ولكم العتبى لو كنت عليكم ثقيلاً أو بخيلاً وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
قبل أن أختم لابد أن أذكر أن أصحاب البيت أسرة (شوقت وقد حضرت الزوجة وأحدى بناتها لمعانية الشقة ونظافتها وقد جلس رب الاسرة لعامل السن وليته كان يفهم العربية لكى تطلب له زوجته أغنية كمال ترباس راعى إحساسى وأخشى عامل السن ) فقد عملت به السنين ما عملت وأصبح لايستطيع الحراك إلا بكرسى متحرك ففى الزيارة الاولى أبدوا بعض الملاحظات فى النظافة فأعدنا النظافة ليومين عمل إضافى لم أترك لهم فيه حتى معطر للغرف فعند حضورهم أستنشقوا عطر المعطر فسألوا ما الذى جرى؟؟!!؟؟ ومن العمل الاخير أعطونا تلت التأمين وقالوا فى المثل المال تلتو ولا قتلتو!!!! والحمد مرقنا بتلتين بعد أن (قنعنا من التأمين كله ) فالتحية لهم والشكر لهم وأسأل الله أن يهديهم للإسلام ،عندما ذهبت لتسليمهم المفتاح وإستلام المتبقى من التأمين قابلت (السيد شوقت وهو على كرسية المتحرك ) وكان متجاوباً معى وسألنى من كل تفاصيل حياتى وعملى ودراسة الابناء فى بيريطانيا وطلبوا منى جميعهم إذا زرت المانيا أن أزورهم للسلام عليهم وسوف أفعل إن شاء الله وقبل ذلك أسلم عليكم وأستودعكم على أمل اللقاء فى قصه أخرى .

» تكريم المسرحى السودانى يحى الحاج
» قصيدة بك أستجير ومن يجير سواك للشاعر السودانى أبراهيم على بديوى
» السودانى ملك الطب وفيهو اتخصص ومسادير
» أمانة راعى الغنم السودانى فى السعودية ومقطع اليوتيوب ومسدار و20 الف ريال هدية
» من بيرمنجهام سلام والدورى السودانى إن شاء الله عايزنو تمام