بشرى مبارك ادريس تنقساوي ذهبي
عدد المساهمات : 511 نقاط : 939 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: لاخير فينا إن لم نقلها والطيب مصطفى من الانتباهة اليوم الأحد 27 نوفمبر 2011 - 18:10 | |
| لا خير فينا إن لم نقلها!! . الأحد, 27 تشرين2/نوفمبر 2011 06:46 .تقييم المستخدم: / 6 ضعيفجيد مرة أخرى يكرِّر الرئيس البشير عدم رضاه عن ضعف أحزاب المعارضة وحرصه على وجود أحزاب قوية.. مرة أخرى يقول البشير ذلك خلال مخاطبته شورى المؤتمر الوطني ويكرِّر ما سبق أن أكَّده خلال اجتماع المؤتمر التنشيطي لولاية الخرطوم بأن التنافس الحُر مع أحزاب قوية هو الذي سيستفزّ المؤتمر الوطني ويدفعُه نحو تجويد الأداء وعدم تكرار تجربة الأحزاب الكبيرة التي كانت تسيطر على الساحة ذات يوم ولكنها اضمحلَّت وضعُفت الأمر الذي حذَّر من تكراره في المؤتمر الوطني. أُوقن أن البشير يعني ما يقول لكن هل يجد ما نادى به مراراً حظَّه من النظر لدى قيادات المؤتمر الوطني في شتى مناطق أو ولايات السودان أو قل لدى الحكام الذين يُمسكون بتلابيب السلطة ويُصدرون التعليمات ويرسمون السياسات؟! مثلاً عندما تطلب إذناً لإقامة نشاط سياسي من الذي يعطِّل القرار إلى الأبد أو إلى حين حتى ينتهي زمن المناسبة التي طُلب الإذن بقيامها؟! ثم هل يطلب المؤتمر الوطني إذناً من أحد؟ وإذا طلب هل يُعوِّق طلبه أحدٌ وهو الذي يتولَّى سلطة التصديق أو قل إن من يتولى سلطة التصديق مجرَّد موظف صغير لدى ولي الأمر الذي تُقام المناسبة أو النشاط السياسي لمصلحته؟! ثمة أمر آخر.. هل المواطنون أحرار في أن يعبِّروا عن آرائهم أو في الانخراط في نشاط سياسي خارج مظلة المؤتمر الوطني؟! لكي أكون أكثر تحديداً هل يأمن موظف الدولة أو حتى موظف القطاع الخاص سواء كان خاضعًا بصورة من الصور لسلطان الدولة أو غير ذلك.. هل يأمن مكر من يرصدون حركة الناس ونشاطهم السياسي ويطمئنّ أنه لن يفقد وظيفته بسبب انتمائه لحزب آخر غير الحزب القابض على خناق الدولة والحكم في البلاد؟! دعونا نغوص أكثر ونقترب من عش الدبابير.. عندما يُصار إلى تعيين مدير لهيئة حكومية أو جامعة أو وكيل لوزارة أو سفير بل دعونا نكون أكثر تواضعاً عندما يُعيَّن موظف في الدرجة التاسعة التي تتطلب مؤهِّلاً جامعياً خاصة في الوظائف ذات البريق والجذب العالي مثل وزارة الخارجية هل يُنظر فقط إلى المؤهِّل والكفاءة «والشطارة» أم أن هناك مؤهلات أخرى غير منظورة ولا تُكتب على الورق؟! أعلم أن ظروف «التمكين» اقتضت سياسات شمولية قابضة في زمان مضى لكن هل انتهت هذه الممارسات تماماً أم لا تزال تحوم في رؤوس الطلاب في عامهم الأخير السابق للتخرج؟! بالطبع لا أعني الوظائف التي لا يرغب فيها الناس وإنما أعني تلك التي يتزاحمون فيها وينتطحون. أرجع لوظائف المديرين والوكلاء ودون ذلك من الوظائف التنفيذية ولا أعني الدستورية التي لا يجوز لنا أن نتحدث عنها فتلك لا تُنال إلا عبر بوابة الحزب الحاكم الأمر الذي يسوقنا نحو قضية الحريات السياسية التي يلعب التنافس في تلك المناصب دوراً حاسماً في تحجيمها مهما بلغت درجة اقتناع الرئيس البشير بأهمية إتاحة التنافس الحُر دون تضييق أو حجْر على الآخر... أقول إن وظيفة المدير لهيئة حكومية أو غير ذلك من تلك التي يصدر القرار بشأنها من السلطة التنفيذية لا يُعيَّن فيها إلا من بوابة الولاء السياسي باعتبارها وظيفة تابعة للحزب الحاكم وليست وظيفة تتبع لوطن يُسمَّى السودان بعد أن أصبح السودان مملوكاً للحزب الحاكم أو كاد!! أعلم أن ما قلتُه أمرٌ خطير وكبير لكني أستطيع أن أقارع وأجادل كل من يقول بخلاف ذلك فكل من خرج من الحزب الحاكم مهما عظم أداؤه أو عطاؤه أو كفاءته يُقصى من التعيين في أي وظيفة من تلك التي تُمنح «بالهبل» إلى أهل الولاء السياسي الذين تجد الواحد منهم عضواً في خمسة أو عشرة مجالس إدارات هذا بخلاف وظيفته الإدارية والسياسية في دار المؤتمر الوطني وفي هياكله التنظيمية وكأن نساء السودان عَقَمْنَ عن أن يُنجبْن غير العباقرة المنتمين إلى المؤتمر الوطني!! عدة أسئلة تنبثق من هذه الأمثلة التي أضربُها لأبيِّن أن الحزب الحاكم يُمسك بتلابيب البلاد ويضيِّق الخناق على الممارسة السياسية وعلى الرأي الحُر ولذلك تجد كثيرين يقولون لك نحن معك لكننا لا نستطيع أن نجهر برأينا بفقه «الصلاة خلف علي أقوم لكن مائدة معاوية أدسم» بكل ما ينطوي عليه ذلك من تفشٍ لظاهرة النفاق الذي ذُمَّ في القرآن وجُعل مقترفُه في الدرك الأسفل من النار طبعاً لا أقول إن نفاق الوظيفة والمصلحة هو المقصود بالآية القرآنية!! لماذا فشلت انتخابات جامعة الخرطوم وكيف فاز المؤتمر الوطني بالتزكية في انتخابات اتحادات طلاب أخرى مثل الأزهري والإسلامية؟! أخي الرئيس.. إن ما جهرتَ به يحقِّق مصالح كثيرة للوطن ولحزبكم الحاكم فضلاً عن أنه يحقِّق العدل.. تلك القيمة العُليا التي جعلها الله قيمة مُطلقة يستوي فيها الناس بغضّ النظر عن انتماءاتهم وترفع الناس إلى مقام الصدِّيقين أو تهوي بهم في قعر جهنم إن هم تنكَّروا لها ولا مجال لتنافس حُر بين الأحزاب ما لم يُعْلَ من شأن العدل ويُعَدْ النظر في كثير من الممارسات التي لا يجدي حديثكم في إنهائها أو تصحيحها ذلك أن مراكز القوى التي تصطفّ خلف المصالح التي نشأت من تلك الممارسات تحُول دون ذلك ولعلَّ تجربتي الشخصية عند مغادرتي لموقعي الحكومي مستقيلاً تقف شاهداً على ذلك. إن أكثر ما يؤلمنُي أن الحركة الإسلامية التي صنعت المؤتمر الوطني وسلّمته مقاليد الأمور بعد أن ضمنت لقياداتها مواقع في قمة ذلك الحزب «الحاكم» كانت في المعارضة تُقيم الدنيا وتُقعدها وتسيِّر المسيرات وتلطم الخدود وتشقُّ الجيوب اعتراضاً على كثير مما نراه اليوم بالرغم من أن الحرية التي كانت متاحة لها في تلك الأيام تبلغ أضعاف ما هو مُتاح للأحزاب اليوم لكنه الكيل بمكيالين أو قُل تطفيف المكيال والميزان وهل يُقيم الشريعة المطفِّفون الذين توعّدهم الله تعالى بالويل والثبور؟! وهل يُقيمها من يكنزون المال لحزبهم ويحرمون الأحزاب الأخرى حتى من الفتات؟! بالرغم من ذلك فإننا لن ندعو إلى تفكيك الدولة أو أجهزة الحكم لكننا ندعو إلى كلمة سواء ولن يتم ذلك ما لم يُصَرْ إلى خريطة طريق تتفق عليها الأحزاب الوطنية غير العميلة وذلك حرصاً منا على سلامة هذه البلاد وأمنها واستقرارها بعيداً عمّا حدث في دول الربيع العربي ذلك أن بلادنا بتمرُّداتها العنصرية وتعقيداتها الجهوية لا تحتمل مثل ذلك التغيير الذي سيُدمِّرها تدميراً. لقد خُضنا مع المؤتمر الوطني بل أمامه حرباً شعواء ضد عدونا المشترك الذي كان يهدِّد هُويتنا وآن الأوان لأن نعمل جميعاً دون تمييز في سبيل نهضته وتقدُّمه بحيث تُتاح الحرية للجميع ونعترف جميعاً بأنه وطننا جميعاً لا حق لأحد فيه دون الآخرين. هذا لا يعني أن معركتنا ضد الأعداء قد توقَّفت.. كيف تنتهي وعقار والحلو وعرمان وعبد الواحد ومناوي وخليل وغيرهم لا يزالون يهدِّدون ويتوعَّدون؟! كيف تنتهي وأمريكا لا تزال تقود الحرب على الإسلام؟! إنها معركة أخرى لكن هل تُتاح لنا الحرية لنتنافس في قيادة سفينة هذا الوطن؟! | |
|