بشرى مبارك ادريس تنقساوي ذهبي
عدد المساهمات : 511 نقاط : 939 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: مع السفير الدكتور والشاعر عبدالله الازرق سفير السودان بلندن وحلقات مسلسلة عن الفلاشا الإثنين 23 يوليو 2012 - 0:09 | |
| قبل أن أقوم بنشر هذه المقالآت أتصلت على الاخ السفير الدكتور عبدالله الازرق بلندن فبينى وبينه لقاءات عديدة وهواتف أولها كان فى زيارة لها عام تحديداً فى 4 رمضان العام الماضى وفد المدرسة السودانية بيرمنجهام وقد أكرم وفادتنا وتبرع لنا بمبلغ محترم لدعم المدرسة السودانية بيرمنجهام، وبعدها عندما علم أننى شاعر أو لدى محاولات شعرية تكررت الهواتف وكانت أخر زيارة له قبل 6 شهور للعزاء فى وفاة والده عليه الرحمة ، باركت له رمضان وتحدثت عن المقالين الاول والثانى وطلبت منه أن أنشر المقالات فى كل المنتديات وسألنى عن المنتديات وذكرت له كل المنتديات التى أشارك فيه فبارك الخطوة وطلب منى مطالعة الحلقة الثالثة التى تم نشرها اليوم فى الانتباهة وبعد أن طالعتها كتبت مسدار سوف تجدونه فأتصلت عليه مره أخرى وقرأت عليه المسدار وأُعجب به وأفادنى أننى من كتابتى لهذا المسدار تكون رسالته قد وصلت!!! وتناقش معى فى أهم الامور وخاصه أمر المستشار (داقنى مستشار سلفاكير الحالى ) وقال لى أكتب بلسانى هذا الكلام وهو أن داقنى (من يهود الفلاشا أثيوبى الاصل ) هو الذى يكتب كل خطابات سلفاكير ويرتب له كل أفكاره وأن كل الابتسامات التى كان يقدمها قرنق من قبل والان سلفاكير للرئيس البشير أو لعلى عثمان هى (كاذبة تخفى من وراءها مؤامرات تنؤ بحملها الجبال الرواسى )، وكل ما تقوم به حكومة الجنوب تجاة السودان فى الشمال من تخطيط (المجلس ) بزعامة داقنى وونتر !!! والان أكتب لكم المسدار :
شوف حجم التآمر يا سودانى شوف بى عيينك وريهم سمح وريهم سمح خليهو جانب شينك أمسك فيهو إسلامك إسلامك يحل لى ديينك ما تبقى تبقى الهوين وما يقول لييك لييك إضيينك
السفير عبدالله حمد الأزرق يكتب:قصة اليهودي الفلاشا الذي ناصر الحركة وفصل الجنوب وأشعل دارفور «1» التفاصيل نشر بتاريخ الثلاثاء, 17 تموز/يوليو 2012 13:00 هذه قصة لم ترو من قبل هذا الشهر. رغم أن عمرها قد قارب الثلاثين إذ بدأت بالعاصمة الأمريكية في منتصف عقد الثمانين من القرن الذي انصرم، ولم يكن جنوب السودان في أمريكا شيئاً مذكوراً عند غالب أهل تلك البلاد الجميلة!!. والقصة ليست قصة رجل واحد كما يشي العنوان بل هي قصة منظومة بدأها ثلاثة رجال حتى بلغ فاعلوها الأساس سبعة ثامنهم: رجال كثير ونساء، ثم تكاثروا سياسيًا حتى فاض عددهم لشرقي الأطلنطي فغمر كل أوروبا الغربية. أطلق الرجال السبعة على أنفسهم اسم «المجلس» واتخذوا لأنفسهم أسماءً »شُلليَّة » Clannish يكتمون بها أمرهم الذي تواطأوا عليه: تحقيق فصل جنوب السودان على طريقتهم هم!! وقد فعلوا: وإنا لنلقى الحادثات بأنفسٍ كثير الرزايا عندهن قليلُ يهون علينا أن تصاب جسومُنا وتسلم أعراضُُ لنا وعقولُ كشفت بعض خفايا قصة فصل الجنوب الكاتبة الصحفية ربيكا هميلتون لكن الـ EDITORS «شرموا» كثيراً من حقائق اللوبى الصهيونى ودوره. وما هؤلاء الذين سيأتى ذكرهم إلا فاعلين أو فَعَلَة لهم دور ثانوي، لكنه يضيء كثيراً من دياجير المؤامرة. التقى الثلاثي الرائد في «المجلس» أول أمرهم وظلوا يلتقون في مطعم عطيل Otello بالقرب من ديوبنت سيركل يحتسون الجعة ويتداولون أمرهم بينهم. من عجائب المصادفة أنني كنت أعرف الثلاثة بدرجات متفاوتة. أهمهم في واشنطن، كان تيد داقني Dagne وهو إثيوبي حدَّثت أنه من «الفلاشا» ومتزوج من صومالية مسلمة جاء إلى أمريكا لاجئاً بعد أن لاقت أسرته من يهود الحبشة صنوف نير من الحكام الشيوعيين وشيء من عقد الأقليات المستضعَفة. عمل داقني في مركز الكونجرس للأبحاث Congressional Research Service وهو مستودع فكري صغير نيطت به مسؤولية إمداد أعضاء الكونجرس ببحوث صغيرة حول دول أو موضوعات. الملاحظ أن معظم من يعمل فيه في مجالات البحوث في موضوعات الإسلام أو الشرق الأوسط هم من اليهود. ثم انتقل داقني للعمل في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وتهيأت له من ثم سانحة ذهبية للتأثير، ذلك أن الموظفين STAFFERS في الكونجرس مؤثرون جدًا على الأوضاع وخاصة في قضايا العلاقات الخارجية. والأعضاء لا يعرفون العالم وجل همهم يتركز على دوائرهم الانتخابية Constituency التي تنتخبهم ومن ثم فإن بحوث هذا المستودع الفكري ومايوحي به STAFFERS هو إنجيلهم. التقيت داقني غير مرة حين كنت دبلوماسياً بواشنطن وتركزت لديَّ قناعة أنه يكرهنا كراهية تملأ الأرض والسماء!! وهذا شأنه، وقد كانت العرب قدماً تقول «إنما يأسى على الحب النساء» على ما فى ذلك من مبالغات وسنأتي لأهم أدواره في ثنايا هذه المقالات. أما ثاني الرواد فهو روجر وينتر المعروف لدينا والذي يعمل الآن مستشاراً لسلفا كير وكان اسمه «الشللي» في «المجلس» حامل الرمح Spear Carrier وأخيراً انضم «الإمبراطور» كما كان يسمى ــ داقني الذى غدا الآن أيضًا مستشاراً لسلفا كير. زار روجر وينتر السودان أول مرة عام 1981 حين كان يعمل في لجنة اللاجئين الأمريكية، ولدى تكون المجلس ربط فرانسيس دينق روجر وينتر بابن عم له كان متمرداً مع قرنق ووجهه أن يمد وينتر بالمعلومات عن كل ما يهم حركة التمرد أن تنشره في واشنطن «عام 1978» وكان أول لقاء لوينتر مع قرنق عام 1986.. ثالثهم كان بريان داسيلفا الذي زامل قرنق إبان تحضيره الدكتوراه في جامعة أيوا، ونشأت بينهما صداقة جعلته يأتي للسودان ليدرس الاقتصاد الزراعي في جامعة الخرطوم برفقة صديقه الذي كان ضابطاً بالقوات المسلحة أستاذاً لنفس التخصص في الجامعة، ولدى رجوعه للولايات المتحدة 1980 عمل في المعونة الأمريكية US Agency for International Development وبعدها بثلاث سنوات قاد صديقه قرنق التمرد الثاني لجنوب السودان. كان هذا الثلاثي هم نواة «المجلس» وأصبحوا الوكلاء لحركة قرنق بواشنطن. وكان معهم د. فرانسيس دينق، الذي كان يمثل العمق الفكري والمؤطر النظري للمجموعة الذى «يوقع» لهم السياق السوداني. ولم أعرف صلته الوثيقة «بالمجلس» إلا هذه الأيام. فقد اشتركت معه وجون برندرقاست في ندوة في معهد السلام الأمريكي كانت عن السودان ولاحظت حفاوة بالغة بفرانسيس لكني لم أسبر غورها آنئذٍ. وأذكر أن أول دعوة لحصار السودان لقطع إمدادات السلاح والنفط عنه إنما صدرت عن برندرقاست في تلك الندوة عام 1995 وما زالت كلمات برندرقاست تتردد أصداؤها في أذني، إذ سعى لتبسيط قرار الحصار بقوله «إنما هي فرقاطة واحدة أمام بورتسودان« It is only one Farget in front of Portsudan. في الأصل كان يُفترض أن يشارك في الندوة د.علي الحاج الذي اعتذر عن عدم المشاركة في آخر اللحظات، وكان كَبُرَ عليَّ أن نترك الساحة خالية يمرح فيها من لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذمة، فانبريت للأمر. لكن المنظمين أعطوني عشر دقائق بشق الأنفس!!! ولم يكن معلوماً وقتها أي ميول انفصالية لفرانسيس اللهُمَّ إلاّ ما كانت تتناقله الألسن من سبِّه للعرب من زملائه حين تلعب برأسه بنت الحان آنَ كان يحضرُ دراساته العليا بجامعة ييل Yale ، هذا إذا جنَّ عليه الليل أما حين يصبح فيكون معهم لطيفاً ودوداً. واشتهر عنه أنه كان يقول إن ما يفرقنا هو ما لا يقال، مثلما عُرف أنه كان يتهم الشماليين بأنهم يعانون من أزمة أو عقدة هوية crisis of identity جراء حرصهم على الثقافة العربية الإسلامية!!! وكانت أول محاولة للمجلس لربط حركة التمرد بالمسؤولين الأمريكان عام 1987 ومنيت بالفشل إذ أبلغت «فوقي بوتو» ـــ كما تسمى الخارجية بواشنطن نسبة لموقعها المجاور لمحطة قطار الأنفاق هناك ــ دا سلفا أن السياسة المعتمدة هي إبقاء العلاقة مع الحكومة السودانية بل ووجهته أن لا ينظم أي لقاء للمتمردين في مبنى تملكه أو تستأجره الحكومة الأمريكية، فقد كانت حركة التمرد وقتها مصنفة كحركة شيوعية. في بداية 1990 التقى جون برندرقاست بونتر الذي ضمه للمجلس وحتى ذلك الحين كان الجنوب حفرة مظلمة وفقًا لروجر وينتر ــ بالنسبة لمعظم الأمريكيين. وفي مثل هذا الوقت انضم «الإمبراطور» وهذا كما قلنا كان اسم تيد داقني في المجلس. عام «1990» جاء الفتح لحركة التمرد حين أخذ وينتر عضوين من الكونجرس للقاء قرنق في مناطق الحركة في الجنوب. أحدهما كان النائب الجمهوري من فرجينيا فرانك وولف، الذي يقول إن إمرأةً دينكاوية ـــ كانت ربيكا زوجة قرنق ــ سألته عندها «لماذا أنتم كغربيين تهتمون بالحيتان أكثر منا؟» ويضيف أن هذا السؤال كان هو ما فتح بصيرته وأشعل تعاطفه مع الجنوبيين. وبعدها نجح داسلفا وفرانسيس ووينتر في تنظيم أول زيارة رسمية لقرنق لواشنطن. ومن طرائفها أن الجنوبي مانوت لاعب السلة الأطول في العالم «7 أقدام وسبعة بوصات» تبرع بتأجير عربة «ليموزين» فاخرة لتقل قرنق لمبنى الكونجرس، لكن وينتر نصحهم ألا يفعلوا ذلك، لأنهم إن ركبوها فلن يكون من اللائق حينئذٍ التحدث مع الأعضاء عن الجوعى في الجنوب، فاستقلوا حافلة قديمة ينبعث منها دخان أسود لتترك انطباعاً عن سوء أحوالهم وأهلهم بالجنوب. جدير بالذكر أن مانوت انقلب آخر عهده على قرنق هذا بعد أن كان يقول لنا في الكونجرس على سبيل «المطاعنة» إنه مستعد لعوننا للحصول على اللجوء في أمريكا. وتلك وقتها ضروب عروض تجعلني أردد مع المتنبي: فقر الجهول بلا قلب إلى أدب فقر الحمار بلا رأس إلى رسن أو قول المعري أعمى يقود بصيراً لا أبا لكمو قد ضلَّ من كانت العميانُ تهديهِ وخلال زيارة قرنق الأولى لأمريكا نشأت بينه وبين داقني «الإمبراطور» صداقةً أوثق من كل علاقات أعضاء «المجلس» الآخرين به ــ بمن فيهم فرانسس واشتدت عُرى تلك الصداقة حتى بلغت في فترة لاحقة أن دانقي كان يحدثه بالهاتف كل يوم، وهذا ما كشف عنه داقني نفسه. ولما أُعير داقني إلى اللجنة الفرعية بمجلس النواب في عام «1990» حدث اختراق كبير للحركة، إذ أخذ داقني يحشد الحلفاء لها في الكونجرس، ويحدث تأثيره لدرجة أن السنتور هاري جونستون قال إن شكوك داقني في الحكومة السودانية انتقلت إليه هو نفسه!! وبلغ تأثير داقني أن حرَّرَ قرار الكونجرس الذي دعا إلى منح الجنوبيين حق تقرير المصير ولأول مرة وكان ذلك عام 1993، وتم قبوله بالإجماع في الكونجرس. وفي منتصف التسعينيات أخذ الخماسي ــ دانقي وفرانسيس وداسلفا وبرندرقاست ووينتر- يلتقون بانتظام في مطعم عطيل OTello المجاور لأكبر مركز لتجمع السحاقيات في واشنطن الآن.. قبل أن أنسى أشير إلى أن الاسم الحركي لفرانسيس كان «الدبلوماسي» وكانوا يطلقون على برندرقاست اسم «العضو الوصيف« Member in Waiting إذا صحت ترجمتي. وكانوا شديدي الانتقاد لفظائع الحركة لكن وينتر كان يقول إن كل ما فعلوه لا يمكن أن يساويهم «بالقتلة ناقضي العهود الذين في الخرطوم»!! . رحمك أبا الطيب، ألست القائل: فرب كئيب ليس تندى جفونه ورب ندي الجفن غير كئيب وفي «1995» أخذت التطورات مساراً خطيراً، شكلت دفعة قوية لخطة «المجلس» . إذ ابتدرت «منظمة التضامن المسيحي» ومقرها زيورخ برنامجاً لشراء العبيد لتحريرهم في جنوب السودان!! إذ زعمت أن المليشيات العربية المدعومة من الحكومة تغير على الجنوب لتأخذهم عبيداً، وأخذت تنظم رحلات للصحفيين لحضور عمليات شراء العبيد من أسيادهم لتحريرهم وكذلك تحضر قساوسة الكنيسة فانتشرت دعاوى استرقاقنا للجنوبيين في الإعلام الأمريكي مثلما سرت مسرى النار في الهشيم في الكنائس الأمريكية. وكانت تلك أكبر فرية، لكنها دمغتنا بأكبر سُبَّة. تولى كبرها المدعو جون إبنر. وافتضح أمرها حين استقصاها المذيع الشهير دان رازر في برنامجه المشهور «60 دقيقة» واعترف فيه جيم جيكبسون الذي كان عمل مع ابنر في ذلك المسعى المشؤوم أن الأمر كان أكذوبة شاركت فيها المنظمة مع الحركة الشعبية. وكانت الأموال التي تُجمع تقسم بين ابنر والمنظمة والحركة. مثلما فضحهم قسيس كاثوليكي إيطالي عمل بالجنوب «24» عاماً ويتحدث لغة الدينكا، فشهد في برنامج دان رازر أن ما جرى كان «مسرحية». القس الإيطالي ماريو ريفا كان من فئة غير المستكبرين..... فليسوا سواءً. وقامت القيامة على دان رازر واتُّهم بموالاة المسلمين!! لكن ما قام به دان رازر جاء متأخراً جداًّ فقد بث برنامجه عام «2005» وكانت قيامة القوم قد قامت وقتها. فقد أحدثت فرية تحرير العبيد حملات ضد السودان جُمع فيها المال حتى من أطفال المدارس، وأخذ أعضاء الكونجرس يتلقون آلاف الرسائل من دوائرهم الانتخابية، وتقوت عندها شبكة داقني المناصرة للجنوب في الكونجرس والكارهة للعرب المسترِقين والمتطرِّفين إسلامياً في السودان! فنظم زيارة لأعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أعضاء الكونجرس لزيارة مناطق قرنق في الجنوب وكان من أبرز الأعضاء فيها السنتور الجمهوري بيل فرست «تنسي» والنائب الديمقراطى دونالد بين أخونا الأسود «نيوجرسي» وكان للزيارة أثرها البالغ عليهم، واقتنع بين Bain أن العرب في شمال السودان يضطهدون إخوانه السود في الجنوب فاسترجع كل معاناة السود فى أميركا. ومن يومها إلى أن توفي قبل عدة أشهر كان أشد الناس عداوةً للسودان وجرَّ معه أعضاء الكتلة السوداء في الكونجرس وكل كنائس أهلنا السود.
| |
|
بشرى مبارك ادريس تنقساوي ذهبي
عدد المساهمات : 511 نقاط : 939 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: رد: مع السفير الدكتور والشاعر عبدالله الازرق سفير السودان بلندن وحلقات مسلسلة عن الفلاشا الإثنين 23 يوليو 2012 - 22:02 | |
|
هذه قصة لم ترو من قبل هذا الشهر. رغم أن عمرها قد قارب الثلاثين إذ بدأت بالعاصمة الأمريكية في منتصف عقد الثمانين من القرن الذي انصرم، ولم يكن جنوب السودان في أمريكا شيئاً مذكوراً عند غالب أهل تلك البلاد الجميلة!!. والقصة ليست قصة رجل واحد كما يشي العنوان بل هي قصة منظومة بدأها ثلاثة رجال حتى بلغ فاعلوها الأساس سبعة ثامنهم: رجال كثير ونساء، ثم تكاثروا سياسيًا حتى فاض عددهم لشرقي الأطلنطي فغمر كل أوروبا الغربية. أطلق الرجال السبعة على أنفسهم اسم «المجلس» واتخذوا لأنفسهم أسماءً »شُلليَّة » Clannish يكتمون بها أمرهم الذي تواطأوا عليه: تحقيق فصل جنوب السودان على طريقتهم هم!! وقد فعلوا وإنا لنلقى الحادثات بأنفسٍ ... كثير الرزايا عندهن قليلُ يهون علينا أن تصاب جسومُنا ... وتسلم أعراضُُ لنا وعقولُ
الحلقة الثانية
بعثت مخابرات دولة عربية أحد رجالها إلى أمريكا حيث أطلق لحيته والتصق بشيخ عمر عبد الرحمن الضرير يقوده ويصلي معه ويردد عبارات الإسلاميين التي عرفوا بها «جزاك الله خيرًا، أحتسب، أخوانا، الجماعة» واستغفار بسبب وبلا سبب. أما الحديث فكله عن الفتنة واستهداف الإسلام والفريضة الغائبة، وما إلى ذلك فترقت صلته بالشيخ وحوارييه وعظمت فيه الثقة
وسعى لإيجاد سبيل يورط فيه الحكومة السودانية بأى صورة، وكان وقتها عامرة صلته بالمخابرات الأمريكية بتنسيق مع مخابرات بلاده التي كانت علاقاتها بالسودان بدأت تسوء
سعى الرجل لإقامة علاقات «صداقة» مع السودانيين، وكان من نجح في صحبتهم سودانيين عاديين ليس لهم علاقة بالسياسة، وكانت الحرب وقتها تدور في البوسنة وكانت مشاعر المسلمين في كل العالم مشبوبة إزاء ما يلاقيه أهل البوسنة وعواطفهم حارة تجاههم وسافر كثيرون يجاهدون مع البوسنيين. ذهب المسلمون للبوسنة من كل العالم
أذكر حين كنا طلاباً بأمريكا كانت هناك مكاتب مفتوحة بعلم المخابرات الأمريكية تشجع «وتشهل» الراغبين في السفر للجهاد مع المجاهدين الأفغان. وأذكر أن المسلمين كانوا يتحدثون عن أن كثيرين ذهبوا إلى أفغانستان عبر تلك المكاتب، وهكذا نما اعتقاد أن الذهاب للجهاد في البوسنة من أمريكا لا يزعج السلطات الأمريكية
أخذ رجل المخابرات صاحبنا ـــ يحدث السودانيين الذين صادقهم وكان يلتقيهم في مقر عمر عبد الرحمن في نيوجرسي أو في المسجد الذي يصلي فيه ــ أخذ يحدثهم عن الجهاد في البوسنة. وكان يسجل كل أنسه الذي ظنوه بريئاً. وكان يبدي لهم مودة زائدة ويتقرب منهم وظنوه متديناً بصدق وكان أغلبهم متديناً بصدق ولم يكونوا مسيسين ولكن ما كان يجري في البوسنة شدهم، وطفق صاحبنا يكثر من حديثه عن الجهاد وظلم الغرب واضطهاده للمسلمين وضرورة الانتقام منه، والسودانيون الأبرياء يشاركونه حديثه ومشاعره بكل «طيبتهم» ومجاملاتهم غير المحسوبة. وكان يسجل كل ذلك ويدفع به لمكتب التحقيقات الفدرالي
مرة جاء إلى السفارة في نيويورك والتقى زميلاً كان «إبن لزينة» حذراً حاذقاً، وابتدر حديثه يسب حكومة بلاده ويعلن براءته منها وحرصه على الحكومة الإسلامية في السودان!!! ورغبته في «الهجرة إلى ذلك البلد الطاهر» . ولكن الزميل الحصيف استشعر الخطر فأجابه بمهنية عالية طالباً منه أن يتقدم بطلب عادي إلى القنصل لأنه غير مسؤول عن هذا الملف في البعثة. وصاحبنا يسجل
أما إخواننا الأبرياء فقد ورطتهم «طيبتهم» إلى أقصى ما تتخيل.. تصور أنه أقنعهم باستعداده لتعليمهم صنع قنابل محلية بمواد محلية، هذا بالطبع بعد أن أقنعهم بالسفر للجهاد مع «إخوانهم» مسلمي البوسنة!!! وبالفعل وزع عليهم مسؤولية إحضار المواد المطلوبة وجهز «هنقر» كبير بكاميرات نصبتها المخابرات الأمريكية وأخذهم إليه، وأخذوا يصبون السماد مع البنزين مع مواد أخرى وأخذوا «يصوتون» والكمرات تسجل وفجأة هجم عليهم البوليس ليقبض عليهم «متلبسين» فأوردتهم «طيبتهم» موارد التهلكة: فلا حول ولا قوة إلا بالله
ليس صحيحاً ما قالته ربيكا هميلتون من أن واشنطن ربطت تفجير مركز التجارة العالمي عام «1993» ببن لادن، ومن ثم وضعت السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب. إذ الصحيح أنها ربطته بعمر عبد الرحمن شيخ الجماعة الإسلامية المصرية الذي جاءها من السودان ومنحته تأشيرتها بصورة طبيعية قانونية. ولم يكن عمر عبد الرحمن وتلاميذه هم من فجر المركز. وواشنطن تعلم وعلمت أكثر حين اعتقلت ذلك الرجل الباكستاني، ولكنها لم تتراجع عن إدانتها لعمر عبد الرحمن والسودانيين الخمسة وقد كنت التقيتهم في سجن مشدد الحراسة من درجة Maximum, Maximum Security بنيويورك
قالت لنا الخارجية إننا سنلتقي السودانيين الخمسة على انفراد، وإذا بالانفراد يكون غرفة جدرانها الأربعة من الزجاج ومعلق في أحد الجدران كاميرا فيديو «قدر الضربة». وكنت كلما حاول أحدهم أن يكون صريحاً معي ألفت انتباهه إلى الكاميرا التي تسجل صوتنا وصورتنا مذكراً إياه أن لديّ حصانة، وأنه من الأفضل له أن يحتفظ بحججه ودفوعاته للمحكمة، وكنت آمل أن يلقوا محاكمة عادلة هذا رغم أن المحامي الأول الذي استبعدته جهات عدلية رسمية أشار علىّ أن أحضر بين أربعمائة إلى خمسمائة ألف دولار لكل واحد منهم أتعاباً لمحامٍ يكون قديراً قناعة منه أنهم أبرياء. وقد كانوا بالفعل أبرياء. وكان ذلك المحامي المستبعد متبرعاً للدفاع عنهم ولكن جهات كانت تبحث عن كبش فداء وليكن أي إنسان ما دام الفاعل الحقيقي لم يتم التوصل له بعد. الحكومة وقتها لم تكن تملك خمسمائة مليم. لما رأيتهم أيقنت أن الله قد أفرغ صبراً على أربعة منهم. وقلت لزميلي إن الخامس كذاب !! «وهي كلمة منكرة في الدبلوماسية لكننا نقولها كزملاء حين نكون آمنين أن ليس للجدران آذان»، وبالفعل تحول لشاهد ملك، هذا رغم أنه هو أيضاً كان بريئاً من ارتكاب الجريمة، لكنه رُغّب حتى تسهل إدانة الآخرين. رفاقه الأربعة قالوا لي إنه في «قسم الفيران» في السجن، إذ كانوا يشكون في صدقه، وقالوا لي إن هذا قسم المتعاونين مع الحكومة الأمريكية، وبالفعل دخل عليّ من باب غير الباب الذي دخلوا به. وحدثوني أن عمر عبد الرحمن طلب من إدارة السجن أن تسمح له بمقابلتي لكنها ردت طلبه لأنني لا أمثل بلده. ونحن داخلون على السجن وضعت إدارته ختماً في ظاهر أكفنا ولم يظهر شيء لكن كتابة بانت حين طلب منا أن نمرر الكف تحت جهاز تنبعث منه أشعة فوق بنفسجية. وأذكر أنه كان مكتوب على ظاهر كفي كلمة «ميامي» بالإنجليزية. ولدى الخروج تعرض كفك على الجهاز ليتأكد أن الذى خرج هو «ميامي» هذا غير إجراءات أمنية أخرى عديدة المحامي المتبرع كان يهودياً يسارياً، وما أعظم اليسار الأمريكي. هؤلاء متعاطفون جداً مع قضايا العالم الثالث ويؤمنون بظلم الرأسمالية المتوحشة ... قبيل يحملون من المعالي كما حملت من الجسد العظام
حكمت المحكمة على الأربعة بعشرات سنين السجن ولا يزالون يقبعون في غيابته. والحسرة تملؤني على شباب نضير سيأكله السجن وعلى براءة اغتالتها فاقتنا ولن أنسى وجوهاًَ مضيئة وابتسامة مشعة تبعث الطمأنينة والسكينة في تلك الغرفة الزجاجية الموحشة
لن أنسى ود ناس سعودى أصحاب البقالة في الرياض وذلك الشاب من واوسي في شمال بحري ورفاقهم وحارس السجن يفك أغلالهم أمام باب الغرفة وهم جزلى، كأن الحارس إنما يفك حناء عرسهم!!! حبسوا أجسادهم لكنهم لم يحبسوا أرواحهم نعود إلى أصل حديثنا لنقول إن تيد داقني وبرندرقاست التقيا سوزان رايس التي كانت مديرة مرموقة المكان مسؤولة عن الإدارة الإفريقية فى الخارجية، التقياها بعد محاضرة لها في مؤتمر جامعة برنسون الشهيرة واستقلت هي وداقني القطار لواشنطون وخلال هذه الرحلة جند داقني رايس لتصبح عضواً غير رسمي في «المجلس»، وغدت من ثم تتناول غداءها Lunch مع أعضائه في بعض الأحيان في Otello
وآمنت رايس بمشروع المجلس وحسن إيمانها!! ولا زالت «قابضة على جمر القضية» وهي الآن تمثل بلادها بالأمم المتحدة. أضف هنا أنه يسهل أن تقنع أي أسود أمريكي بعدالة قضيتك ضد خصمك إذا أقنعته أن ذلك الخصم عنصري أو يضطهد السود وهذا ما فعله داقني مع رايس. بعدها تقدم برندرقاست لوظيفة في الإدارة الأفريقية وأجرت له رايس المعاينة حيث قال لها عن الخرطوم عبارة بالإنجليزية مسجوعة Khartoum is too deformed to be reformed (أي أن الخرطوم مشوهة ولا يرجى صلاحها» وغدت تلك العبارة الإنجليزية بمثابة المثل يرددها قادة التمرد بفخر وينسبونها لقرنق. وأذكر أن لوكا بيونق قالها هنا في لندن في مناظرة جرت بيننا نظمها ODI قبل بضعة شهور
الأهم سادتي أن رايس منحت الوظيفة لبرندرقاست، وتمادى برندرقاست في تقوية إيمان رايس من داخل الخارجية واجتهد معها بقية أعضاء «المجلس» حتى أقنعت كلنتون بفرض عقوبات على السودان، وكانت تلك خطوة قربت الموقف الأمريكي الرسمي من موقف المجلس
وتطورت مواقف الإدارة أكثر أواخر عقد التسعين حتى أصبحت واشنطن تقدم ليس فقط المعونة الإنسانية وإنما دورات تدريبية للقيادات من حركة قرنق بالإضافة إلى معدات عسكرية فائضة عن حاجتها قيمتها «20» مليون دولار ليوغندا ودولتين جارتين كانت جميعها داعمة للتمرد، وقال برندرقاست إن السلاح منح لهذه الدول لتقوم بتغيير النظام في الخرطوم!!! وتخلي واشنطن من المسؤولية. لكن النظام كان عصياً على كل تغيير بل وأصبح أقوى بتصديره للنفط. كان برندرقاست واثقاً من القدرة على تغيير النظام: ويرى أنه البصير بهذا وهو فى العمى ضائع العكاز «والعكاز فصيحة كما لا شك تعلمون»
تفرق أعضاء «المجلس» فى الأمصار الأمريكية يبصرون قومهم بالحالة الإنسانية المزرية التى يعيشها الجنوبيون جراء اضطهاد الشماليين لهم، وينذرونهم عذاب يوم الأزفة إذ القلوب لدى الحناجر إن لم يهبوا لنجدتهم. وهكذا جند وينتر «نائب الإمبراطور» أريك ريفز الذى قرأ أدبيات «المجلس» واستمع لوينتر في محاضرة «إنسانية» عن الجنوب في كلية إسميث في ماساتشوستس وحسن إيمانه هو أيضاً بل أصبح من كتاب وحي المجلس
أما الرئيس بوش الابن فقد تكفل به القس فرانكلين جراهام «بعضهم لا ينطق الهاء»، وفي صفقة لتأمين دعم الكنيسة في الانتخابات التزم لهم بوش بما يريدون. وفرانكلين جراهام ابن حبر عظيم في النصرانية في أميركا وورث عن أبيه علمها ومجداً، فغدا مقامه عظيماً بين قومه. أوفى بوش بما وعد، هذا رغم أن كاشحي أميركا الرسمية في البلاد الخارجية يقولون إنها ... إذا غدرت حسناءُ وفّت بعهدها فمن عهدها أن لا يدوم لها عهد
| |
|
بشرى مبارك ادريس تنقساوي ذهبي
عدد المساهمات : 511 نقاط : 939 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 01/09/2011
| موضوع: رد: مع السفير الدكتور والشاعر عبدالله الازرق سفير السودان بلندن وحلقات مسلسلة عن الفلاشا الأربعاء 25 يوليو 2012 - 22:51 | |
| السفير عبدالله حمد الأزرق يكتب:قصة اليهودى الفلاشا الذي ناصر الحركة وفصل الجنوب وأشعل دارفور «3» التفاصيل نشر بتاريخ الأحد, 22 تموز/يوليو 2012 13:00 هذه قصة لم ترو من قبل هذا الشهر. رغم أن عمرها قد قارب الثلاثين إذ بدأت بالعاصمة الأمريكية في منتصف عقد الثمانين من القرن الذي انصرم، ولم يكن جنوب السودان في أمريكا شيئاً مذكوراً عند غالب أهل تلك البلاد الجميلة!!. والقصة ليست قصة رجل واحد كما يشي العنوان بل هي قصة منظومة بدأها ثلاثة رجال حتى بلغ فاعلوها الأساس سبعة ثامنهم: رجال كثير ونساء، ثم تكاثروا سياسيًا حتى فاض عددهم لشرقي الأطلنطي فغمر كل أوروبا الغربية. أطلق الرجال السبعة على أنفسهم اسم «المجلس» واتخذوا لأنفسهم أسماءً »شُلليَّة » Clannish يكتمون بها أمرهم الذي تواطأوا عليه: تحقيق فصل جنوب السودان على طريقتهم هم!! وقد فعلوا: وإنا لنلقى الحادثات بأنفسٍ كثير الرزايا عندهن قليلُ يهون علينا أن تصاب جسومُنا وتسلم أعراضُُ لنا وعقولُ اسمحوا لى أن أُذكر أن «المجلس» بدأ حملته على السودان منذ عقد الثمانين، بل إن تلك الفترة كانت التى أسس فيها كل بنيانه التحتي ورسخ فيها علاقاته مع الإعلام وكون شبكة قوية من منظمات سياسية صهيونية وأخرى تزُعم أنها تعمل فقط من أجل الإنسانية، مثلما اتصل بأعضاء الكونغرس بمجلسيه، وكانت الكنيسة تبحث أمر الجنوب فوشج «المجلس» صِلته بها. فلما تقضَّى العقد جاءت الإنقاذ تواصل السعي القديم لكن بضراوة أشد. بوصول بوش للسلطة عام 2001م، غادرت رايس الخارجية وغادرها برندرقاست، وهكذا لم يبق إلا داسلفا ــ فى المعونة ــ وداقنى فى الكونغرس. ولكن نُقصان عدد أعضاء المجلس فى أروقة السلطة لم يضرهم شيئاً، إذ أن تدخل الكنيسة «لإنقاذ نصارى الجنوب من براثن العرب المسلمين المتطرفين صار فريضة دينية لدى رئيس ورع تحدث إليه الرب»!! كفاحاً !! وشكرته الكنيسة حين عين القس جون دانفورث مبعوثاً للسودان قائلة له: فآجَرَك الإله على عليلٍ .. بعثتَ إلى المسيحِ به طبيباً فلا زالت ديارك مشرقاتٍ .. ولا دَانيتَ يا شمسُ الغروبا التقى الحبر فرانكلين جراهام بوش قبل أن يصير رئيساً بيومين اثنين فى إفطار فى فلوريدا، وناقش معه أمر السودان. وهكذا حثَّ هذا الحبر ومجموعات انجلكانية أخرى بوش للعناية بأمر الجنوب، فلما تولى الرئاسة وعين دانفورث أمره أن يُنشط التفاوض بين الشمال والجنوب. ولكن «المجلس» كان حريصاً على الإمساك بكل الخيوط، ويضيق بكل جُهد يخرج عما خطط، وهكذا ضاق بتحرك دبرا فيكس المتحدثة باسم التحالف المسيحي لميدلاند، وهي مدينة بوش، وشنوا عليها حملة واتهموها بالسذاجة، وكانت هى مسيحية صادقة ودافعت عن نفسها بأن قالت إنها أُسيء فهمها مثلما أُسيء فهم المسيح، وإنها حين زارت الخرطوم للتمهيد لعمل دانفورث إنما فعلت ذلك وليست لديها أجندة خاصة، وإنها لم تفعل ذلك لأنها اتخذت ذلك صنعة وحرفة مثل المجلس، ولكن ذلك لم يعجب المجلس الذي لا يحب مثل هؤلاء الأبرياء!! اضطهدوا دبرا المسكينة وسفهوا رأيها وأقاموا عليها الدنيا، وادعوا أنهم أوتوا الحكمة وفصل الخطاب في شأننا ولربما طعن الفتى أقرانه .. بالرأي قبل تطاعن الأقران لولا العقول لكان أدنى ضيغمٍ .. أدنى إلى شرفٍ من الإنسان وفى ذلك الوقت أقنع أندرو ناتسيوس مدير المعونة الأمريكية USAID ، روجر ونيتر بالرجوع للعمل الحكومي لأن بوش يجتهد للعمل فى قضايا الحرب والسلام في السودان، فاقتنع، وهكذا عُين مستشاراً لدانفورث، وهذا يعنى أن «المجلس» عاد إلى قلب السياسة المتعلقة بالشأن السوداني. ولم يكن خافياً على أحد تحيز ونتر ضد السودان في ما لم يكن خافياً تحيز داقني الذي قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية جونستون إن شكوك داقني حول السودان انتقلت له وتأثر بها. وكان هذا معلوماً لدانفورث لكِنه برر تعيين ونتر بحجة أنه يعرف تفاصيل المشهد السوداني!! وكان وينتر مجاهراً بتحيزه ضد السودان منتقداً للخارجية الأمريكية التي ــ كما يقول ـــ تعودت على العمل مع الخرطوم !! وليكسب ثقة الحكومة نقل دانفورث لها أن بوش وافق على تطبيع العلاقات مع السودان. وربيكا هميلتون تعتقد أن هجمات 11 سبتمبر2001م وسياسة بوش بعدها هي التى أخافت الخرطوم وجعلتها تجنح للسلام، وهذا بالطبع ابتسار وقفز للنتائج لا تسوقه المقدمات، لأن كل الحكومات السودانية سعت بجد لتحقيق سلام مع قرنق، بل وهامت حكوماتنا كلها ــ من لدن نميرى إلى البشير ــ بالسلام، كما هام عنترة بعبلة، ويذكرونه ذكره إياها: ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم وهكذا مضت الأمور إلى أن تم توقيع مشاكس 2002م، وشهد عام 2003م دعم المخابرات الأمريكية للاتجاه الرامي لرفع اسم السودان من قائمة ما يسمى «الدول الراعية للإرهاب» ودعمت تطبيع العلاقات مع السودان. ولكن هذه التطورات كانت تضيق «الوسيعة» على المجلس: ماذا تبقى إذا طبعت العلاقات مع السودان ورفع من قائمة الإرهاب؟! فاستخدام المجلس كتاب وحيه، فكتب نيكولا كرستوف وكتب ريفز وشيعتهم في الصحف عشرات المقالات والتعليقات ضد هذا التوجه، وما أخوف الساسة الأمريكان من «شعاثة» إعلامهم !! وحتى بعد توقيع مشاكوس لم يكن قرنق واثقاً من أن الحكومة السودانية ستسمح له أن يمضى بأهله تلقاء مدين «الانفصال» وكان يرى أنه «ما لم يبلغ ضعف الشمال حال ضعف الجنوب فلن يتمكن من تحقيق حوار بين متساوين» وسمع نفس هذا من أعضاء «المجلس» كما سمع من حواريي قرنق وتحديداً نيال دينق نيال الذي قاله لزميلى الذي كان يعمل في السفارة في نيروبي. وهكذا سعى إلى إخراج خطته القديمة التي أفشلها قتل بولاد والقضاء على حملته، فاستعان ببعض عناصر الحركة ممن لهم اتصال بالشيوعيين من أبناء دارفور، لفتح جبهة جديدة لحرب الشمال، فأشاروا إليه ببعض أسماء منهم عبد الواحد محمد نور وآخرون فكوّنوا حركة تحرير السودان. وفي مثل هذا الوقت بدأ مناصرو الترابى يكونون حركتهم التي تولى قيادتها المرحوم خليل إبراهيم. وأشعلت الفصائل التي كونتها الحركة الشعبية وتلك التي كونها أنصار الترابي، وأشعلوا دارفور عام 2003م، وأعان عنصر الحزب الشيوعي إسماعيل سعيد الذي كان المسؤول السياسي لقوات الحزب الشيوعي في أسمرا وهو الآن بجوبا، أعان في تمتين عرى العلاقة بين متمردي دارفور من غير جماعة خليل ــ رحمه الله ــ والحركة الشعبية. وكان سليمان حامد متابعاً مباركاً لهذه المساعي وفق ما تواتر إليَّ من مصادر غربية. أرجو أن أفيد هنا بأنه رغم التنسيق بين الحزب الشيوعي والحركة، فإن أي منهما لم يندمج في الآخر وإنما هي معيشة تطفلية، تطفل فيها الحزب على الحركة وما يجمعهما هو السعي لخلق «السودان الجديد» عبر ضرب الثقافة العربية الإسلامية التي هي «البناء التحتي» للمجتمع السوداني والتي يراها «المجلس» كما الحركة والحزب الشيوعي عائقاً دون تحقيق خلق دولة في الجنوب أو خلق «سودان جديد»: وشبه الشيء منجذب إليه والقلب لا ينشق عما تحته حتى تحل به لك الشحناء وكان «المجلس» يتابع عن قرب كل هذه التحركات، إذ كان داقني على اتصال وثيق وتنسيق دقيق مع قرنق وكذلك كان روجر وينتر. وحرص «المجلس» على اتصال وثيق مع أسماء كثيرة تملأ الآن الساحة السياسية السودانية وتذرف دموع التماسيح على انفصال الجنوب، وكان لهم تعاون قوي مـــع «المجلس». وأخشى أن أغري بهم قلمي. ويقيني أن الأمريكان أنفسهم سيفضحونهم مثلما فضحوا مركز الخاتم عدلان «الباقر العفيف» ومركز الدراسات السودانية الذي يديره د. حيدر إبراهيم وبعض الكتاب اليساريين والشيوعيين الذين يمموا شطر واشنطون، ونشروا أسماءهم مع غيرهم بعد أن «مصرفوهم». اللهم لا تخزنا ولا تفضحنا واسبل علينا سترك. اللهم قِنَا السيئات وصروف الزمان وفضائح الأمريكان يا حنان يا منان. كان من بين من يعمل مع «المجلس» ذلك السياسي المشاغب الذي انشق عن حزبه العجوز، وحيزبون الشيوعية الذي توعد أن يفعل الأفاعيل بالسفير الكردفاني «شفاه الله وعافاه» لأنه رآه متلبساً » بإمامة العمال في صلاة الظهر في الخارجية !!! فأتم الله بنيانه ـــ الذي بناه وآخرون ريبة في قلوبهم ــ من القواعد وخر عليهم السقف بعد يوم واحد من وعيده!! سبحان خير الماكرين. كان داقني يجادلني مستشهداً بما نقله هؤلاء وغيرهم، ويتحدث عنهم بحميمية ويوحي لي بأنه يصدقهم ولو جاءوا بخبر السماء، مع علمي بأن السماء لن ترسل إلاّ شهاباً رصداً على هؤلاء، وكان الكيد للسودان لا يهمهم وكانت تهمهم حفنة دولارات: ولا تحسبن المجد زقاً وقينةً فما المجد إلا السيف والفتكة البكرُ وتركك في الدنيا دوياً كأنّما تداوَل سمعَ المرء أنملُهُ العشرُ ومن ينفق الساعات فى جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقرُ مد قرنق والقذافي متمردي دارفور بكل احتياجاتهم من مال وسلاح وتصاعدت هجماتهم في عام 2004م، وانزعجت الخارجية الأمريكية من أن يؤدي هذا التصاعد إلى إجهاض جهودها في المفاوضات الجارية في نيفاشا، وتعثرت جهود «المجلس» في لفت انتباه الإدارة الأمريكية أول الأمر لما يجري فى دارفور. واتصل داقني بقرنق يستشيره في خطة «المجلس» لتصعيد حملة إعلامية وفي الكنجرس، فشجعه قرنق وحثه على ألا يتوانوا بل أن يجعلوا «ضلّها سماها» للحكومة السودانية، هذا في نفس الوقت الذى كان يفاوض فيه علي عثمان ويضاحكه، ولعل شيخنا نسي الحكمة: ولما صار وُد الناس خِبّاً جزيتُ على ابتسامٍ بابتسام وهكذا تولى «المجلس» أمر دارفور، فأخذ نيكولا كريستوف يكتب ويكتب حتى صاعد أرقام الضحايا فى دارفور فبلغ بهم «440» ألف قتيل، وقامت حملات إعلامية لا مثيل لها. وكونت منظمة متحف الهولوكوست «المحرقة» فى واشنطن ومنظمة الخدمات اليهودية العالمية تحالف إنقاذ دارفور SAVE DARFUR ونيط أمرها لعضو «المجلس» جون برندرقاست، فجمعت مئات ملايين الدولارات لإنقاذ دارفور لكنه لم ينفق منها على دارفور مليماً واحداً. واستؤجرت صفحات الصحف الشهيرة، صفحات كاملة تتحدث عن «الإبادة» مذكرة الغرب تحت شعار NEVER AGAIN . حتى أطفال المدارس والجامعات حدثوهم عن هتلر الجديد في السودان وجمعوا منهم المال. وجاب برندرقاست مع جورج كلوني الجامعات الأمريكية يحدثونهم عن مئات الآلاف قُتّلوا تقتيلاً في دارفور. ولم يطالبهم أحد بصورة واحدة لقبر جماعي واحد، فقد أعمت شدة الحملة البصائر. وكتبت ســـــوزان رايس مثلما كتب أريك ريفز Op- eds لصحف ومجلات عن التراجيديا التي تجري في دارفور التي وقودها الناس والناس، واستكتبوا شيعتهم ليحثوا الفرنجة على نصرة أهل دارفور الذين لم تنقم منهم حكومة «العرب والمتطرفين الإسلاميين» إلاّ إيمانهم بحقوقهم وانتفاضتهم على «التهميش»!! ومن «المعونة» نظم ونيتر وداسلفا رحلة لكبار موظفي الخارجية لدارفور ليروا «فظائع» تلك الحكومة رأي العين، ورتبوا مع منظمات وجماعة عبد الواحد ومناوي ليحشدوا نساءً يتحدثن عن الاغتصاب وهن لا يفرقن بين الغصب والاغتصاب لأنهن حرائر وبريئات. وصعد داقني نشاطه بالكونغرس وبالتنسيق مع العضو دونالد بين، فاتصلا بالنافذين من أعضاء الحزبين، وزاروا المعسكرات، ثم كتبا مشروع قرار يقول إن «إبادة» اقترفت بدارفور ومرر القرار. واستخدم داقني نفوذه الذي غدا عظيماً فتم استثناء الجنوب من العقوبات. لقد ارتقى داقني مرتقاًَ صعباً. وقبل قرار الإبادة في مجلسي الكونغرس. فى يناير 2005م دعا قرنق كل من داقني وروجر وينتر لحفل عشاء بمنزله بنيروبى، وتبادلوا أنخاب النصر بتوقيع الاتفاقية، بل نصرهم هم ونجاح خطتهم وكانت ليلةًً ليلاء. ولكن «المجلس» فجع بموت قرنق في حادث الطائرة بعد ستة شهور. ومثلما كانوا يجتمعون بقرنق حين يأتي لواشنطن وينورونه قبل أن يلقى أي مسئول أمريكي، فعلوا مع خلفه سلفا في أول زيارة له لواشنطن، فاجتمعوا به في جناحه بالفندق قبل أن يلتقي الرئيس بوش. وذات مساء من يناير الماضي توجه داقني إلى مطار دالاس بواشنطن في سبيله لجوبا لاستلام منصبه الجديد مستشاراً لسلفا بجانب رفيقه المستشار روجر وينتر، وفي هاتفه الجوال آخر رسالة أرسلها له قرنق وقبل يوم واحد من موته، نصها» كيف أنت يا ابن أخي، هذا أنا عمك» Hi, Nephew, this is Uncle . ورسائل تهنئة أخرى من أعضاء «المجلس» من بينها يقول له عضو «المجلس» «أريك ريفز» لن يكون جنوب السودان.. أكثر حظاً مما هو عليه الآن.. أحييك.. أنت الإمبراطور South Sudan would not be more fortunate … I salute you … you are the Emperor . ولأنه كلما أنبت الزمان قناهً ركب «المجلس» في القناة سناناً، يكتب السودان لأبنائه رسائل نصها: رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي فى غشاء من نبال فكنت إذا أصابتني سهام تكسَّرت النصال على النصال والله خير حافظ.. مع تحياتي. | |
|